مصدر الصورة من tech-wonders
الصغير قبل الكبير سمع على أحد أهم الصيحات الحالية في عالم التقنية وهي منتجات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
انتشرت مقاطع كثيرة في الفترة الماضية توثق سهولة استخدام تلك التطبيقات لعدد من الطلاب والموظفين من كافة الجنسيات وكذلك تبين حالة السعادة التي يشعرون بها وهم يجدون الإجابات أو يلخصون تقارير أو يكتبون الخطابات الطويلة ويوفرون الوقت الطويل كل ذلك بنقرة زر واحده. - وياسلام سلم - لما ظهرت تطبيقات باستخدام خاصية الصوت فقط - أكسل من كذا مفيش-.
شد انتباهي خبر في صحيفة نيويورك تايمز يتحدث عن أن الأب والعراب AI جيفري هينتون يتبرأ من ابنه الصغير وينضم للمتخوفين من الذكاء الاصطناعي؛ بعد أن تحدث بحرية عن مخاطره بشكل صريح بعد أن رحل عن شركة جوجل التي عمل فيها لمدة عشر سنوات.
هذا الموضوع في أعلى قائمة النقاشات ومن أهم المواضيع في مجالس الأصدقاء والعائلة. نجد أن جيل الطيبين يبكي على الأطلال ويتخيل كيف سيكون لديه متسع من الوقت أكثر لو كانت على أيامه هذه التقنية؟ وبعضنا الآخر يرثي الجيل الجديد المرتبط بشكل مخيف وغير مسبوق بالتكنولوجيا ويدعي أنه سيكون هناك زيادة كسل في التفكير والاختراع والإبداع، حيث بضغطة زر مشروع كامل ممكن ينكتب بواسطة الذكاء الاصطناعي. وقسم منا - ياحليلهم بس- يحاول يفهم الموضوع وبمزح وتندر يكشف عن جهله باستخدام سيري واليكسا كيف طلع له Chat GPT؟ والقسم الأخير متخوف وقلق ويحذر من خطورة تطور التقنيات الحديثة - هذا النوع مصادر أخباره الدقيقة من رسائل الواتس اب، عرفتوهم صح؟ -.
يظل السؤال هنا مين الأخChat GPT ؟
ما هو Chat GPT؟
مصدر الصورة من development99
برنامج يعمل باستخدام الذكاء الاصطناعي، إذ يتحاور روبوت مع المستخدم ويجيب على أسئلة بشكل مفصل من خلال خوارزميات
تقوم بتحليل عدد هائل من البيانات عن طريق استخدام كميات هائلة من المعلومات المتاحة على شبكة الإنترنت بما في ذلك حوارات ومحادثات بين البشر بحيث يستطيع أن ينتج نصوصا أشبه بالنصوص البشرية. كما يسمح للمستخدم بتصحيحه إذا أخطأ، ويعتذر عن تلك الأخطاء ويمتنع عن الإجابة عن بعض الأسئلة كذلك.
ما يميز هذا الولد المغضوب عليه مقدرته الفائقة والفورية على شرح مفاهيم معقدة بكلمات بسيطة، وإنتاج محتوى من (طقطق إلى سلام عليكم) بدون الاقتباس المباشر من مصادر أخرى هذا وهو غير متصل بشبكة الإنترنت، فقط تم تغذيته ببيانات متاحة عليها كيف لو كان متصل؟ _ ياللطيف الطف_. للعلم هذه التقنية طورتها شركة "أوبن أيه آي" (OpenAI). من بين الداعمين لها شركة مايكروسوفت و إيلون ماسك.
أخطر من السلاح النووي
من بين أهم الأصوات التي أعربت عن مخاوفها من الموضوع أخونا جيفري هينتون مخترع تقنيات الداعمة لنظام (Chat GPT) ، ودعى إلى توقف عن تطويرها بسبب عدم تقييم الخطورة المُحتملة منها.حيث أنها بخلاف السلاح النووي أو الفيروسي الذي يمكن مراقبة تطويره، يصعب تعقب التطوير في الذكاء الاصطناعي، فهو أقرب ما يكون - لعفريت علبة - يصعب السيطرة عليه.
هذا القلق! هل هو مبرر؟
بسبب ازدياد انتشار المحتوى المعد بواسطة الذكاء الاصطناعي، ويقال أن بعض التطبيقات يمكن أن يُصعب التمييز بين المحتوى الحقيقي والمفبرك مما قد يعرّض الأفراد أو المنظمات للخداع والتضليل وقد يكون هناك تفاقم مشكلة البطالة وتعطيل سوق العمل وانتشار "جيوش من الروبوت" في الوظائف وقتل الإبداع الفكري والخلاق.
الولد المغضوب عليه متربي!
يقال اسأل مجرب ولا تسأل طبيب. قلت لنفسي لازم اختبره بنفسي - هذا الكلام له 5 شهور - فكتبت عليه عدد من الأسئلة باللغتين العربية والإنجليزية.
باللغة العربية طلبت منه أن يعرف الذكاء الاصطناعي، فجاءت الإجابة، جاهزين لقراءة ردوده عليه؟
أردت اختبار استجابته لسؤال مهم والإجابة عليه واضحة وخاصة لو طرح على البشر عندهم نظر سألته 😂: "من هي أجمل فتاة في العالم"، فكان رده:
توقعت لأنه ذكي 😣 بيقول "أمل الكناني 🙂" بس طلع ذكاءه (نص نص!)ومن ثم انتبهت على دبلوماسيته بالإجابة - مكر الثعالب - ذكر وفقا لموقع ودكتور ما اعرف مين؟ هل هذا ذكاء أم مكر؟ أردت أن أختبر ما ذكرته شركة أوبن أيه آي من أن تشات جي بي تي مدرب على رفض الأسئلة غير اللائقة. طلبت منه أن يذكر نكته فقط، فاعتذر وكتب:
الصراحة أحرجني 😅وأنا فقط حبيت أجرب التطبيق بس … فعلا متربي غالي 🥳. بارك الله فيك يا ذا الولد!
النصوص كتبت صح بس هل هي رائعة 😚؟
طلبت منه أن يكتب لي قصيدة وكان الطلب: (اكتب قصيدة غزلية بأسلوب الشاعر أحمد مطر؟) وكان الرد:
كتب الكلام بأقل من دقيقة …. شيء مذهل ورائع؟ أكيد 100%. لكن إبداع أدبي؟ مليون بالمئة لا! إحساس أنك تكلم شخصاً أمامك دفعني أن أسال سؤالاً اعتقد كتبته بأدب وكان: هل أنت راضي على هذا الشعر؟ وكان الرد:
قلبي وجعني حسيت أن جرحت إحساسه لكن الجزء الأخير من النص ذكرني أنه آلة! (قلبي الصغير لا يتحمل أجرح أحد)، المضحك أن يعطيك اقتراحات لردود قمت أخترت منها: (لا تعتذر، فأنت تفعل ما بوسعك). قام شكرني. - يازينه زيناه- لا غرابة أنه في غضون أيام قليلة من طرحه، وصل عدد مستخدميه أكثر من مليون مستخدم مقارنة مع الفترة التي استغرقها فيسبوك للوصول إلى نفس العدد من المتابعين وغيرها الكثير.
دخول الحمام مش زي خروجه
شئنا أم أبينا لن تختفي هذا التقنيات بالزمن القريب، خاصة مع تسابق شركات التقنية العملاقة مثل جوجل ومايكروسوفت في هذا المجال. في مجلة فوربز أدرجت أبحاثا أجرته تتنبأ بأن الذكاء الاصطناعي قد:" يستحوذ على وظائف حوالي مليار شخص على مستوى العالم خلال السنوات العشر المقبلة 🤔ويؤدي إلى الاستغناء عن نحو 375 مليون وظيفة ، وبدون إعادة التدريب والتأهيل للعمل في مجالات أخرى🫣 - رحنا فيها -، كما سيكون على الأشخاص صعوبة في الحصول على عمل خاصة في البلدان التي قامت إلى التحول التقني والابتعاد عن مجالات تقليدية الزراعة والتصنيع. وحتى بنسخته الحالية يمكن التنبؤ بالمهن والوظائف: خدمة العملاء \ البرمجة\ كتابة الإعلانات\ أعمال السكرتارية\ التصميم \ التدقيق \رسامين\ كتاب محتوى كالمدونات والمقالات - ياساتر أستر مدونتي من بنات تلقيح أفكاري ببعض :) –
هل هناك تغيير في المسار؟
قامت Samsung وشركة التكنولوجيا الكورية الجنوبية CNBC بتقييد استخدام التطبيقات مثل ChatGPT لموظفين بعد أن اكتشفت إساءة استخدامها ومازال البحث عن طرق أمينة لتعزيز إنتاجية الموظف وكفاءة مستمرة.
بشكل أو بآخر نظرة العاملين في كافة القطاعات وأخص قطاع تطوير القوى البشرية لابد وأن تتغير من حيث طريقة تعاطيها مع الجدارات الجديدة والمهارات التي تطور الناس عليها. كم قطاع تعليمي وتدريبي له سمعة وموثوقية يضرب بيد من حديد على المنتسبين له ويحاسب من يقوم باستخدام AI. وكم من تطبيق وجد لكشف النصوص أو الكتابات المكتوبة بهذه التقنية.
أتفق أن الإشكالية هو عدم وجود قيود أخلاقية، فمنظومة الأخلاق والقيم التي يتبناها Chat GPT تعتمد على الشركة التي أنتجته. كذلك إشكالية مفهوم الوعي أتسأل هنا هل سيتطور Chat GPT ويعرف أنه يعرف، أن يحاول أن يتعرف على ذاته كما نفعل ويسأل الأسئلة الوجودية؟ وإن حدث فكيف سنعرف ونفسر فهمه؟ هذا موضوع فلسفي وما يزال الجدل قائما الأيام القادمة ستبيًّن ذلك.لحين ذلك دعونا ننتظر ونشوف!
أما مايمكننا أن نعمله كتابة لوائح تنظيمية وسن قوانين ذوقية لاستخدام هذه التقنية من قبل أفراد المجتمع. وهذا ما اعكف عليه الفترة الحالية (ذوقيات أستخدام AI) وسأقوم بنشر مقترح معرب لذوقيات استخدام تطبيقات الذكاء الصناعي قريباً في مدونة إرساء.
ختاماً، أن هذا المجال يفتح آفاقا جديدة للبشرية وفي نفس الوقت يطرح أسئلة ومسائل أخلاقية وفلسفية تستحق التفكير والنقاش. أرحب بمشاركة آرائك وتجاربك إن قمت أو ستقوم باستخدام Chat GPT.
مصادر إضافية وتقارير:
أولا المدونة رائعةوفيها من الشمولية ما تفيد تساؤلات قارئها وأقول مهما بلغت التقنيات فلن تبلغ ابداع واتقان وفكر ما خلقه الله قال تعالى :(هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمين في ضلال مبين) سورة لقمان الآية ١١ فلا خوف من الانقراض كما ذكر البعض وانما كل ذلك يسير بقدر الله ( هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب) سورة هود الآية ٦١
مهما بلغت التقنيات من إبداع يفوق تخيلنا فنحن خلق الله قادرون على تسخيرها فيما فيه مصلحتنا وفي النهاية العقل البشري هو من صنع هذه التقنيات وهذا من إبداع الخالق سبحانه وتعالى.
جميل جدا
انا فعلا أخاف من الذكاء الاصطناعي وكل ما تطور اخاف اكثر الى أين سوف يأخذنا.....
اعتقد الى انقراض
بارك الله فيك وفي كلماتك الرائعة
مقال جميل ويعطى فكره عامه عن الذكاء الاصطناعى.